الرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

” تعصب إيجابى فى ضوء لقاء الشيخ والمطران “

ومما كنت أعارضه وأمتعض من أجله مبالغة كثير من المسلمين السنغاليين فى جلد ذواتهم ونقدها لصالح المسيحيين ، كم من أستاذ أومذيع أوصحفى أوسياسى أونقابى أومعلم يدعى علنا فى السنغال عبر الإذاعات والتلفزيون أن سوء التصرف وعدم الإنضباط والفشل الدراسى بشكل عام يكون موجودا عند المسلمين ، وأما المسيحيون فهم العدول الناجحون الأخيار المقدسون المهذبون المعصومون إلى آخر تلك الصفات الحميدة !!،
وهذا غير صحيح على كليته ، غير أن الأقليات فى العالم كله يكونون متميزين ومنضبطين لأن السبب المحفز والدافع إلى هذه الصفات هو الضعف والخوف على أنفسهم من الأغلبية أيا كانت ديانتها ومعتقداتها ، يدركون أن قلتهم وضعفهم لايمكن لهم أن يحافظوا على بقائهم إلا ببذل أضعاف مايبذله بعض الأغلبية ، وهذا ليس أمرا خاصا بالمسيحيين السنغاليين بل هو شأن الأقلية بشكل عام ، ففى وسط إفريقيا هناك أغلبية مسيحية مقابل أقلية مسلمة كانت تسيطر على التجارة وقطاعات هامة سيادية وحساسة ماجعل بعض الأغلبية المسيحية ( anti- balaka ) يقاتل المسلمين ( seleka ) وينهب أموالهم بدافع الغيرة ويهجرونهم إلى الدول المجاورة بعد هدم مساجدهم ، وفى بعض الدول العربية نلاحظ أن المسيحيين منضبطون جدا على خلاف بعض المسلمين ، وعلى سبيل المثال أذكر مصر حيث أهم الأقلية المسيحية القبطية فى العالم العربى ، وبصراحة من النادر شبه المستحيل أن تبقى قبطيا واحدا يناديك قائلا: “ياسمارة ” على وجه السخرية لسمرة بشرتك بينما بعض المسلمين ” ربنا يستر ” !! والأقليات حتى فى المجال الإقتصادى بعيدا عن المعتقدات الدينية يكونون متميزين للأسباب المذكورة ، وهذا مالا حظناه فى جنوب إفريقيا حيث المهاجرون كان لهم نصيب الأسد من ثروة البلاد حتى أثاروا حفيظة السكان الأصليين ما أدى إلى النهب والتهجير ، والغينيون فى داكار غنيون عن التعريف ، واللاجئون السوريون فى ألمانيا يذكر أن كثيرا منهم سيكون لهم مستقبل رائع فى ألمانيا ، والأغلبية المسلمة فى بريطانيا متقدمة جدا فى التعليم ،
وفك هذا اللغز فى الأرقام هو أن الأقليات ليست فاضلة على الأغلبية ولاكن طريق إحصائياتنا خاطئة ، بمعنى أن أغلبية تقدر بعشرين مليونا مقابل مليون نسمة منضبطة من الأقلية نحن نقدس هنا هذا المليون القليل على جميع الأغلبية بينما يوجد عشرة مليون من الأغلبية – على الأقل – أكثر إنضباطا فى كافة الأمور ، ولاكن التسعة عشر الأخرى من الأغلبية فيها رعاع وأنذال وحثالة الناس شوهوا صورة الأغلبية بشكل عام ، وقس هذا على مأئة مليون ، وخمسة عشر منهم أقلية والباقى أغلبية ، والصالحون منها ستون مليونا والطالحون خمسة وعشرون ، هل نقدس الأقلية هنا ونضحى بصالحى الأغلبية الصالحة بسبب القلة الأخرى الطالحة من الأغلبية ، والأمور هكذا فقط ،
وإلا فلن يجلس المطران أمام الشيخ ويحسده على إنجازات المريدين وعزمهم ويقر علنا بأنهم مازالون يتمنون تشييد دور عبادة ضخمة فى ” يوف ” ولاكنهم فشلوا بصعوبات لم يذكرها مباشرة ، وهذا فى مجال القوة الإقتصادية ،
وأما فى الجانب التعليمى فللمسيحيين سمعة حسنة ونتائج إيجابية ، ولذالك نبالغ فى مدحهم ، وأبناؤ المسلمين هم الذين يملؤون مدارسهم ، وبالتالى الأقلية المسيحية يتلقون من الحكومة دعما سخيا لايتلقاها المسلمون ، ولهم امتيازات أخرى منذ الرئيس سنغور والإستعمار فمعظم الإحتفالات الرسمية خاصة بهم ، وهل قوة المدارس الأزهرية من رجل مسلم واحد يمكن قياسه بمدارس المسيحيين أظن لا؟
ولوساهم كبار رجال الأعمال والتجار المسلمين فى مثل تلك المدارس الفرنسية الخاصة هل ستكون مدرسة المسيحيين أفضل أظن لا أيضا ،
وخلاصة القول إن كثيرا من المسلمين فى السنغال إذا شعروا بالنقص والدون أمام المسيحيين بمعادلات خاطئة فإن المسيحيين يغتبطون المريدين وهذا واضح فى خطاب المطران خلال الأيام القليلة الماضية ،.

شيخنا بوسو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock