الثقافةالدين و الترييةالرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

جامع مسالك الجنان : مسلك العلم والحضارة

في بداية النشأة الأولى بأرض الحجاز
قالوا : هذا ساحر أمي فقير كذاب، ونحن أثرياء قريش وسادتهم لانجالس فقراء قوم خرجوا عن ملة عظمائنا، ولنا في القوم مقام كريم ، وإن لم ينته عما يدعوننا إليه ليمسّه منا عذاب عقيم.
فأجابهم قائلا لهم فيما معناه لو انكم وضعتم الشمس والنجوم وأثقل شيئ منهما على يدي ماتراجعت عن أداء مهمتي هذه مثقال ذرة من شبر .
إن إزالة هذاالغموض في الفكر الديني الوثني ضرورية وجد مهمة للغاية. وكان من العسير جدا في وسط هذه الحضارة تحقيق نصر ملحوظ للإسلام، إلا أن النبي عليه الصلاة والسلام واصل جهاده حتى اشعل مشعل النور والهدي عبر تلقين الدرس القرآني وسنته العطرة التي انطلقت من داخل المسجد النبوي إلى ان بلغت دعوته جميع بقاع المعمورة
من خلال نشر الوعي وتغيير السلوك البشري وتحقيق الفهم بالتعليم السماوية، هكذا برز دور المسجد في تاريخ الاسلام المجيد .
يعتبر المسجد في الحضارة الإسلامية مركزا اسلاميا و سياسيا ودينيا وله قدسيته وهو أيضا مصدرا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا يرعى مبدأ توفيق المفاهيم ، ويؤطر لتكامل المذاهب تحقيقا لنظرية الوحدة الإنسانية حيث يجد المؤمن ضالته في تقوية معارفه الفكرية، وتعزيز قدراته العلمية ، وتكوين ذاته في مختلف القيم والمدارك على العموم ، ومن غير ادنى شك أن معالم أسس الفكر الديني تجددت في هذه المناسبة التاريخية التي احدثت ضجة كبرى في اوساط المجتمع الإسلامي في الغرب واروبا من حيث أنها اعطت إشارة واضحة لمستقبل مشرق نير ، وبأهمية عظمى في ترسيخ قيم التلاحم والتعايش والتعاون بين بني المسلمين ، انطلاقا من قوله تعالى “واعتصموا بحبل الله جميعا” وقوله تعالى “انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” وقوله تعالى “وأعدو لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم”.
والجدير بالذكر أن ما يشهده مسجد ( مسالك الجنان ) عند افتتاحه من قبول حسن لدى جميع طرق الصوفية في السنغال وخارجه وترحاب واسع من قساوسة الكنائس المسيحية بديهي بمعنى الكلمة حيث أنه يذكر احداث مسجد قباء كما هو معلوم تاريخه،غير أنه مع سمو مكانته وعلو شأنه قد لا يتميز بالفعالية إذا كانت الشخصية العلمية التي تتولى مهام الإمامة والقيادة في هذا المركز يتهاون مع مستجدات عصر العولمة وواقع حياة الامة المسلمة ومتطلباتها وقضاياها السياسية والفكرية، مما يجعل الحرص على انهيار لبنات هذه المؤسسة واحدة تلو الاخرى .
وهنا يجب الانتباه إلى ضرورة مواكبة الخطاب الدعوي في منابر هذه المراكز مع العصرالحديث أمر لا بد منه .
وتأتي الدعوة الى بذل مزيد في تكثيف الجهود لتوجيه مسارات تلك المنابر حتى تؤدي مهامها بكل فاعلية .
ولا استبعد صدور كتب وأقلام من لدن اقلام السوء من اصحاب العقائد الفاسدة من بني جلدتنا المنتمين الى العلمانية البغيضة التي تحارب الاسلام والمسلمين، فقد كشف الله عنهم حيث يقول عز وجل “فلا يحزنك قولهم”وقال تعالى ايضا”وما تخفي صدورهم أكبر”.
إن هذه المبادرة الطيبة ليست من قبيل الصدفة لكونها ثالث الجوامع العظمى التى أسست على التقوى وعلى أكتاف أتباع هذه الطريقة ، وسوف تستمر هذه الإنجازات، في دفع عجلة السلام وأسلمة بلد السنغال، وسيشهدالمجتمع السنغالي مزيدا من الإصلاحات والفتوحات الكبرى التي هي في انتظار شديد للأمة المسلمة ووعي رجالها من خلال هذه المنابر التي تسعى إلى إعلاء كلمة الحق وتوطيد روابط الأخوة الإنسانية وتجسيد قوامها في اصلاح حقيقي بين الرئيس عبد الله واد المنتهي صلاحية ولايته والرئيس الحاكم ماكي صال بعد فشل هيئات الدبلوماسية والدول المجاورة ،وهذه الفجوة التي استغرقت اكثر من عشر سنوات على التوالي ونجمت عنها أضرار كبيرة في اليد العاملة وخسائر مادية لا تقدر ، أكبردليل على أنه نصر وفتح للوطن وللمنطقة برمتها، وفوز كبير للطرق الصوفية ومواقفها السلمية والرائدة في حفظ السلام وتعميق أواصر الصلة الإنسانية والتي على إثرها يستحق كل ألقاب التشجيع والتقدير ، غير أن أهل الفضل يعترف الفضل لأهله، والمريدية هم أهل الخير والإحسان” قال رينا عز وجل “فاستبقوا الخيرات”وقال تعالى ايضا “السابقون السابقون أولئك المقربون”، وهذا جيد وله شأن عظيم في الفكر الإسلامي، لكن هنالك مراعات أخرى لمبدأ أخلاقي و أدبي وتعليمي عظيم في الدرس القرآني الكريم قال تعالى “فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى “.وهذا المبدأ جعل المريد يفضل العمل عن خفية بهدف اتقاء الوقوع في الشركيات قال تعالى ” قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى ”
فلهذا تعتبر المريدية وخلفائها الكرام وخصوصا الشيخ محمد المنتقى امباكي حفظه الله وأيده هم طرق نجاة وفلاح وأسوة حسنة لمن كان يرجو الله ورسوله وكما ورد في قول الشيخ “للمصطفى نويت ما يجدد… سنته الغراء وإني أحمد ” وكما بين الله عزل وجل في باب التنافس على أوجه الخير حيث يقول “ولمثل هذا فليعمل العاملون”وعليه فاني بصفتي طالب علم شرعي اناشد إخواني الكرام الى تعميق النظر في توجيهات الشيخ الخديم رضي الله عنه الفكرية ،وتوظيف وصاياه القيمة التي تسعى إلى نبذ روح الاقصاء والدونية ، حتى يتسنى لغيري معالم تجديد الفكر الديني الذي هو أساس الدعوة في المريدية
ومن هنا أرفع القلم مع أمل متزايد في تغيير جذري مساير مع الحداثة .
ومني إليكم جزيل الشكر أخوكم في الله محمد باقر بوصو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock