السياسةالعمل والمستجدات

أين مكمن الخطأ في علاج الكورونا!

أين مكمن الخطأ في علاج الكورونا!
لست هنا لأنصب نفسي طبيبا يتحدّث عن هذا الفايروس وتاريخه, و مدى خطورته, وما طرق انتقاله, وكيف يمكن الاحتراز منه, كل هذا لا أعرف عنه شيئا, وله أناس متخصّصون سيقومون به خير قيام ولن يقصّروا معنا, ولست كاهنا أدّعي علم ما سيؤول إليه هذا البلاء؟ وما الدول التي سيدخلها, وكم العدد الذي يموت بسببه, ومتى يرفعه الله عن الناس؟ لست دجّالا أزعم أنّ له علاجا أملكه أعطيه من أشاء فيشفى, وأصرفه عمّن يشاء فيهلك! ولا أقول إنّ هذا المرض آخر علامة يرسلها قبل قيام الساعة! لأكن واضحا مع الجميع لا أدري متى الساعة! ولا أدري ما يفعل بي ولا بكم! لست هنا لأزيد العالم خوفا على خوفه!
إنّ الأقلام الجادّة في مثل هذه الظروف لا تبحث إلا عن مصالح الشعوب وعافيتها! ولن تنحاز إلاّ في الاتجاه الصحيح الذي يمليه عليه ضميره, يجب أن يكون الكاتب صادقا في طرحه, فلا يبسّط الأمور ويقول: ليس هناك مشكلة, والحياة آمنة, والحقيقة غير ذلك! أرجو أن نفسح المجال ليعبّر كلّ واحد عن وجهة نظره, وأن يكون الانطلاق من الأصول التي نقتنع بجدواها في معالجة هذا الفايروس الذي أرهب العالم وشلّ حركته.
أنا سأنطلق من قوله تعالى: فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقيّة ينهون عن الفساد في الأرض إلاّ قليلا مما أنجينا منهم واتّبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين.
إن الاستخفاف بهذه الشعيرة العظيمة لمؤذن بزوال العافية عن الأرض, وليس بعد الإيمان بالله شيء مثل العافية! ولعل الجميع يوافق على ذلك, أسأل الله أن يديم عافيته علينا جميعا.
لقد أخطأ الناس في طريقة تعاملهم مع هذا الفايروس حيث فسّروه تفسيرا ماديّا بحتا, ولم يحاولوا أن يرجعوه إلى الظلم الذي يشهده العالم, ولك أن تسأل لماذا نبحث عن علاج هذا الفيروس خارج ذواتنا! ألسنا السبب في وجوده! إنّ الله يقول أمرا واضحا في كتابه: واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا, ونحن نجاهره بالشرك وننشر ذلك عبر قنواتنا وسائل إعلامنا! ألم يعلن النظام الرأسمالي الجشع حربا على الله وواصل في التعامل بالربا وامتصاص عروق الفقراء! كيف تخرج بناتنا اليوم! ولا أستبعد أن يكون الجيل الذي بعد جيل اليوم يناقش في وجوب الحجاب! وهل الكلمة الأولى والأخيرة في هذه الحياة لله ورسوله أم لقوانين وضعية لا تعرف مصالحها فضلا عن مصالح غيرها, قد يكون هذا الفايروس سوطا يضعه الله على ظهور بني آدم ليراجعوا حساباتهم مع الله ومع الناس ومع الحياة فيقيموها على القسط.
إنّ المساعدات التي نرسلها لمكافحة كورونا كان من الواجب أن يكون من ضمنها دعاة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر, ولا فلاح لأهل إلاّ في تمكينهم لدعاة الخير, إنّ ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كان من موجبات هلاك الأمم قبلنا, قال تعالى لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون.
كتبه/ الحاج أبو زينب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock