السياسةالعمل والمستجدات

ذهب ترامب ، وجاء بايدن ، وانتهت اللعبة . عبد الرحمن بشير

ذهب ترامب ، وجاء بايدن ، وانتهت اللعبة . عبد الرحمن بشير
………………………………………………………………………………
وأخيرا ، بعد معركة طويلة فى فرز الأصوات ، انتهت اللعبة ، وخرج دونالد ترامب منهزما ، وانتهى زمن البلطجة السياسية الواضحة ، والتحدث بلغة استعلائية مع الناس ، وجاء الرجل الهادئ ، والحامل للشعب الأمريكي العقلية المؤسساتية ، والخطاب الموحّد ، وخرجت الجماهير من بيوتها لتعلن الفرح ، فالديمقراطية هي التى تقرر من يحكم من خلال الشعب ، والشعب صوّت فى هذه المرة كما لم يصوّت من قبل ، فأكثر من ( ١٥٠ ) مليون أدلوا أصواتهم ، وهذه سابقة تاريخية ، ومنح أكثر من ( ٧٤ ) مليون ناخب أصواتهم للمرشح الديمقراطي ( بادين ) ، وهذا هو ما لم يحصل فى تاريخ أمريكا ، بل ومنح أكثر من ( ٧٠ ) مليون ناخب أصواتهم لترامب ، فهذه الأصوات المرتفعة سابقة تاريخية تؤكد بأن الشعب الأمريكي لديه وعي ديمقراطي ، ونضج سياسي ، كما أن حالة الإنقسام مخيفة جدا لهذه الدولة العظيمة ، ومع هذا فقد أعلن المرشح الفائز بأنه سيكون رئيسا لجميع الناس ، وأن الغصب يجب أن يكون وراء الجميع ، فقد بدأ الشعب الأمريكي فجرا جديدا كما قال كلينتون الرئيس الأسبق ، وأكد هذا أيضا أوباما ، وأصبحت السيدة ( كلامار ) السيدة الأولى التى نالت منصب ( نائب الرئيس ) أي أول امرأة فى تاريخ أمريكا ، وهي كذلك أول امرأة من أصول أفريقية ، وهندية ، فهذا أيضا له دلالته فى تاريخ أمريكا السياسية .

فرح كثيرون من قيادات العالم العربي ، والغربي ، وحزن كثيرون من قيادات العالم العربي ، فالسيسي ، حاكم مصر ، ومحمد بن سلمان ، حاكم السعودية ، ومحمد بن زايد حاكم الإمارات ، كل هؤلاء ليسوا سعداء اليوم ، بل ويحزن نيتياهو رئيس وزراء الكيان هو أيضا ليس سعيدا بهذه الخسارة لصاحبه ، ولكن السياسيين الإسرائيليين الذين لديهم رؤية بعيدة عن رؤية نيتنياهو سعداء جدا ، وفى الغرب ، فرح رئيس وزراء كندا ترودو فوز بادين ، وهنّأه بسرعة ، وربما كان أول من فعل ذلك ، وكذلك الأوربييين الذين عاشوا أياما صعبة مع ترامب .

لا تتغير السياسات الخارجية للولايات المتحدة كثيرا ، ولكن الهدوء السياسي قد يعود ، وعلى أية حال ، فالشعب اختار من يريد ، بينما نحن فى العالم الإسلامي لا نختار من نريد ، بل الغرب هو الذى يختار لنا من يريد ، متى نقيق من النوم ؟ ونكون مثل الناس .

الديمقراطية اليوم ليست على ما يرام ، ولكنها أفضل بكثير من الدرجات الأنظمة الشمولية الموجودة فى العالم العربي والأفريقي ، فيأتي مرة حاكما سيئا كترامب ، ثم يذهب من خلال الصندوق ، ولكن المشكلة عندنا ، أن الصندوق لا يعمل ، بل النظام الدولي ، ومعه النظام المستبديريدون إبقاء الأسوأ ، ولهذا نحن لا نتغير ، بل السكون هو الأصل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock