السياسةالعمل والمستجدات

الذكرى السابعة لرحيل الطالب السنغالي بشير فاي ،حادثة خالدة على أذهان السنغاليين .

الذكرى السابعة لرحيل الطالب السنغالي بشير فاي ،حادثة خالدة على أذهان السنغاليين .

#دكارنيوز تعود إلى الحادثة ! .

تمر علينا الذكرى الأليمة للسنة السابعة من مقتل الطالب بشير فاي على رحاب جامعة الشيخ أنت جوب بدكار من قبل الشرطة، ومازالت الأحداث باقية في أذهان الجامعيين .

ولد الطالب الشهيد بشير فاي في 14 ديسبمبر 1990 في إقليم جربل الذي يبعد عن العاصمة السنغالية دكار ب 150 كلم ، حيث ترعرع ودرس في تلك المنطقة إلى عام التحاقه بجامعة “UCAD” بعد حصوله على شهادة باكالوريا ، وسجل في فاتح عام 2011 للسنة الأولى في كلية العلوم والتقنية قسم الرياضيات والفيزياء، وكان يقيم خلال هذه الفترة الصغيرة داخل سكن الجامعة ، حيث يسكن في جناح “E” في غرفة رقم 51 .
وكان مولعا بالقراءة والمطالعة ، ومحبا للخير ، شهد له أحد جيرانه في الجامعة أنه يتميز برحابة الصدر بدليل أنّه كان يتقاسم جميع ثرواته وطعامه مع زملاءه .
كان (الله يرحمه) يتمنّى أن يكمل دراسته الجامعية ليصبح موظفا مكرما لأبويه وأسرته ، إلا أن مشروعه لم يتحقق بسبب اغتياله في سنته الثالثة للحصول على ليسانس .

وتم اغتيال الطالب بشير فاي مساء يوم الرابع عشر من شهر أغطسطس 2014 في رحاب جامعة الشيخ أنتا جوب بدكار، بعد تأثره بجروح تعرض لها خلال مواجهات بين الطلبة المحتجين ضد عدم تسديد المنح، والشرطة التي جاءت لإعادة الهدوء والنظام للحرم الجامعي.

وكان طلاب جامعة دكار يتظاهرون بشكل دوري، منذ أيام قبل وقوع الحادثة ، حيث لم يحصل بعضهم على منحهم منذ شهر أكتوبر في نفس العام للمطالبة بتسديد مستحقاتهم.

وحسب شاهد عيان وزميل للضحية اسمه “سرين” ، الذي أجرى مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية RFI ، في 16 أغطسطس 2014 حيث عاد إلى سيناريو الحدث قائلا :
“بشير لم يكن ضمن المحتجين ، فقد عاد إلى غرفتنا قبل ساعات من الحادثة ، كنا نتحدث على الفور عن الاشتباكات التي بدأت تتصاعد في الحرم الجامعي. حيث نسمع صراخًا في الخارج ، والناس على نوافذهم في الجناح يرشقون قوات الأمن حول الجناح بالحجارة. تلقيت مكالمة هاتفية من صديق قال لي “احذر ، ولاتخرج من غرفتك ” وبعد ساعات قليلة من تطور الأحداث ، قررنا الخروج جميعا وحاولنا على الفور وجمع أغراضنا للفرار.
وبعد مغادرتنا للغرفة بقليل ، دخل ضباط الشرطة الأوائل المبنى. رأيناهم يحطمون الأبواب ، يذهبون من غرفة إلى أخرى ، ينهبون أجهزة التلفاز ، والثلاجات ، ويلقون الملابس والأوراق في الردهة. لم يرونا في ذلك الوقت ، وتمكنا من الخروج من الجناح 1 والتوجه إلى المخرج.
وكان أحد الطلاب يصور في غرف أحد الأجنحة في حرم الجامعة، وسمعنا من أحد الإخوة ، أن الشرطة بدأت تضرب واحدا تلو الٱخر بالعصا .
وفي الخارج كانت هناك مشاهد لأعمال الشغب. عندما غادرت ، توجهت تلقائيًا إلى النزل الخاص بنا ، ورأيت الطلاب الذين تقطعت بهم السبل في غرفهم وقفزوا من نافذة الطابق الثاني هربًا من الشرطة، وقد كسرت أرجل البعض.
عندها سمعت فجأة صوت طلق ناري من رصاص حيّ ورأيت زميلي ” بشير ” يسقط على الأرض. وقد اخترقت الرصاصة رأسه . حاولت أن أحمله لإنقاذه ، لكن الدم البارد بدأ ينزل . شعرت بالذعر ، واعتقدت أنني سألتقط رصاصة أيضًا ، وركضت نحو مستوصف الجامعة لطلب المساعدة. ليس لدي أي فكرة عن سبب إطلاق هذا الشرطي رصاصة ، كان الأمر مفاجئًا تمامًا وغير مفهوم بالنسبة لي. عندما عدت بمساعدة من طاقم طبي ، كان الكثير من الناس يتجمعون حول “بشير” الذي لم يعد يتحرك، حينها سمعت أنه انقطع عنه التنفس ” .

وللتذكير فإن وزارة التعليم العالي والبحث في السنغال قد أعلنت، في بيان أصدرته بعد وقوع الحادثة أن المنح سيتم دفعها قريبا ، وكانت بنيتها إعادة الهدوء في الحرم الجامعي ، إلا أن مقتل الطالب بشير فاي قد زاد في الطين بلة .

وإلى ذلك طلبت الحكومة السنغالية من المدّعي العام للجهمورية فتح تحقيق واسع النطاق لتحديد الأسباب الدقيقة عن وفاة الطالب “بشير فاي”، داخل حرم جامعة الشيخ “أنتا جوب” في العاصمة دكار، متأثراً بجروح تعرض لها خلال مواجهات بين الطلبة وقوات الأمن، وفقا لبيان حكومي.

وذكر البيان الصادر، عن الحكومة السنغالية أنّ الأخير”سيبذل ما في وسعها من أجل تحديد جميع المسؤوليات، وسيتخذ الإجراءات اللازمة على ضوء ذلك”.

هذا وبعد ثلاثة أيام من الحادثة ، أعلنت السلطات فورا عن إيقاف شرطي اسمه “توبانغ والي” زعما أنه من أطلق النار على الطالب بشير فاي ، وتم إحالته فورا إلى سجن ربس بعد الاستماع إليه من قبل النيابة العامة ، وكان الأخير قد رفض جميع التهم العالقة عليه جملة وتفصيلا ، وقال أثناء مثوله أمام القاضي الأول للدائرة الجنائية أنه لم يكن في عين المكان أثناء وقوع الحادثة ، حيث كان مصابا بجروح طفيفة وعاد إلى مدرسة الشرطة لتلقي العلاج .
وتواصلت التحقيقات لعدة أشهر ، حتى تم القبض على متهم ثانٍ من صفوف الشرطة إسمه “سيدي محمد بوُغلب” كواحد ضمن الدورية التي حضروا في الجامعة مساء يوم 14 أغطسطس ، وحكم عليه بالسجن لمدة 20 سنة مع غرامة مالية تقدر 50 مليون لصالح أسرة الفقيد ، فيما تم الافراج عن المتهم الأول بحجة أنه لم يكن حاضرا أثناء الحدثة .
وفي 16 يوليو 2019 ، قامت محكمة الاستئناف بتخفيف الحكم الذي أصدرته الدائرة الجنائية عن حق الشرطي سيدي محمد بُوغَلِب من 20 إلى 10 سنة إثر تقديم طعن من قبل محامي الأخير .

ولوحظ خلال هذه السنوات السبع ، أن القضية لم تشهد إلى حد الٱن ضوءًا منذ بدايتها ، لأن السلطات كانت تهمل الملف وتتسارع أثناء تحركات الطلبة إلى افتتاحها، ولم يتم إلى الٱن إدانة المنفذ الحقيقي للجريمة ، بل تعتمد العدالة على اتهامات فقط .

وتعتبر مشاهد العنف شائعة في جامعة دكار، والتي تضم حوالي 100 ألف طالب وطالبة،وعادة ما يخلف موتى وإصابات كثيرة ، وهذا هو حال الجامعات السنغالية ، ففي 15 مايو 2018 ، قتل طالب ٱخر في جامعة كازنون برشي بسينلويس اسمه فاضل سين من قبل الشرطة أثناء الاحتجاجات عن تأخر دفع المنح ، وقضيته باتت هباءً منثورا ، ولم تتوصل التحقيقات إلى ايقاف أي شخص .

واليوم، في الذكرى السابعة لرحيل الشهيد بشير فاي ، قام زملاءه رغم توقف الدراسة بسبب تفشي وباء كوفيد-19 بإحياء يوم سقوطه على أرض حرم جامعة شيخ أنت جوب بدكار ، بختمات القرٱن الكريم والدعاء على روحه الطاهرة .

وتبقى قضية “بشير فاي” حرجا في قلوب الطلبة وخاصة إخوته ، ولسان حالهم تقول ” العدل لبشير ، العدل لبال غي ،
العدل لفالو سين، العدل لممدو جوب … .
#Dakarnews

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock