السياسةالعمل والمستجدات

ما أعظم شخصية الشيخ إبراهيم فاط امباكي

ما أعظم شخصية الشيخ إبراهيم فاط امباكي

ما أعظم شخصية الشيخ إبراهيم فاط امباكي الذي لم يخالف شيخه لا في صغره ولا في كبره! كان من الشخصيات النادرة الخالدة الحكيمة الذين أقبلوا إلى الله تعالى قلبا و قالبا أصحاب القيادة الرشيدة الرصينة، كما كان مجلسه محفوفا بالهيبة والوقار والسُّلطان، ومكنونا بالحجة السَّاطعة والبُرهان. من الرعيل الأول الذين سَاندوا العبد الخديم – رضي الله عنهم – وآزروه ووقروه لما أعلن دَعوته الإصلاحية التجديدية بمدينة امباكي كجُور، وكان عَضده الأيمن ومذبوحا بحبِّه، عَاملا نشيطا فِي الطريقة المريدية. ولقد صَدق فيهم قول الشاعر:
مَن تلقَ منهم تقُل لا قيتُ سيَدَهم = مثلَ النجوم التي يَسري بها السَّارب

وقال الشاعرُ سَرين امبي جختي في مَدح الرعيل الأولين من المُريدين :
شَرنجْ بلِي أك مُوليم نجِجَكُون نكَبْ جِمُوم = أسَلْ دُجُمَاسُم كِنّْ جُوكَنْ كُنكْ انجُومْ
كُدِفْ إبرَ فَال شِيخَكِيْ إبرَ فَاط أَكْ = سَرنجْ مدُ نُدمْبِ كِمْ دَفَيْ نَوْ لُدُفْ تَجُومْ

يعني: إن الشيخ الخديم – رضي الله عنه – والذين تمسَّكوا بأذياله وبايعوه في أول وهلة لا نظير ولا مثيل لهم من البرايا، ومَن جَعل للشيخ إبراهيم فال والشيخ إبراهيم فاط والشيخ محمد ندومبي مثيلًا فقد اعتراه السَّفاهة وأخطأ كما ضلَّ عن الطريق.

وكان هَذا الشيخ المترجم له يجالس المُستمطرين والمعوزين المرملين والضعفاء من المسلمين، ويعطيهم عطاء من لا يخشَى الفاقة أو الفقر، قاتنا عابدا بُكرة وأصيلا وعَاكفا على التربية والترقيه عَلى مرّ التاريخ والعُصور، تخرَّج من مدرسته زهداء ونساكون الذين ملأوا الأرض عدلا وانصافا، بعد ما كادت تملأ بالجور والفجُور، وحملوا مشعل الدعوة فِي كل الأصقاع والبقاع تاركين بصمات الذِّكريات الممتعة وراءهُم إبان ما لبوا دعوة الحق رب العزة والجبروت، فجَزاهم الله عن الإسلام والمُريدية خيرا.

بمرقم الأخ الباحث سرين امباكي جوب خضر الطوبوي خريج معهد الدروس الإسلامية ومدرس اللغة العربية والعلوم الشرعية في معهد الخليل الإسلامي وفتح المنان بطوبى دار القُدوسِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock