الشيخ امباكي بوسوا كانَ أمةً قانتًا
الشيخ امباكي بوسوا كانَ أمةً قانتًا
إن العالم تصيح لشخصيات متعددة الأبعاد دون انعزالا في زوايا التخصص الضيق ،أو تكبيت الاهتمامات في بعض الجوانب التربوية بحتة ، نظرًا للمشكلات الكثيرة التي تعج بالعالم ،وهي تتسلسل بوشائج كلية لا تنفصل عن بعضها ،بصرف النظر عن المصادر والاتجاهات . كان الشيخ الخديم يربي أتباعه على المنهج الإسلامي الوحدوي الذي يجمع كل جوانب الحياة في وحدة شاملة ،ولقد تخرج في هذه المدرسة أفذاذا أبطالا قدموا للإسلام أعمالًا كبرى في مجالات متعددة .
والشيخ امباكي بوسوا- رضي الله عنه – واحد من هولاء العظماء حيث كان شخصية نوعية وأعجوبة في تعداد الأبعاد مما يميزه عن الشخصيات الإسلامية الأخرى الذين يصبون أدوارهم في مجالات معينة،ربما تنتج نقصًا في مشاريعهم البنائية .إن شخصية الشيخ امباكي بوسوا كانت رجلًا بأمة في كثرة السِيم الايجابية من قوة الإيمان ،والصلابة في الحق ، والنصح للأمة ، كما أنه عالم بمعنى الكلمة ،حيث كان جامعة تمشي على الأرض علمًا وشمولية ، بالإضافة إلى هذه الامتيازات كان ربانيا جسَّم معنى الربانية بأفضل خصائصها وتجلياتها ، وأفنى حياته في عبادة الله ،والفناء في ذات الله دون إلغاء الواقع مطلقًا .
وهناك مميزة أخرى فيه ،وهي نتيجة لفردانية التربية التي تخرج فيها الشيخ امباكي ؛النظرة البعيدة حول الحياة التي تتناول الواقعية من حيث إقامة خلافة الله في الأرض بتربية النشئ على العمل المنتج ،وبناء علاقات إستثنائية مع الأخرين والتعامل معهم بدبلوماسية إسلامية غير برغماتية ،كما أنه يهتم بالإجابة لأشواق الإنسان من التزكية والتربية ، وهو منهج الإسلام الصحيح التي يربط جميع الاجزاء في الحياة بوحدة كلية شاملة خلافًا عن تلك المناهج التي تصب كل اهتماماتها في الفناء وترك الواقعية ،أو عقلانية مجردة لا تتعامل مع التصورات المجردة عن الوجود الذهني ،ولهذين التصورين الثنائيتين جناية كبري التصور الإسلامي الصحيح ،ولقد فشلا كلاهما في بناء شخصيات إسلامية كاملة ،وفي هذا الإطار نرجع إلى الحكايات التي تروى عنها في مدى شدته وصلابه في تربية الأبناء والأتباع على الشظف والتقشف في الحياة ، مع لينونة منقطة النظير على الوافدين إلى ساحته زرافات ووحدانا ،والتنوع في إكرامهم بالخدمة والاعتناء بهم .ولهذه الاعتبارات في شخصية الشيخ امباكي ابوسو نرى أنه يستحق لدراسات عميقة لاستخلاص المميزات العديدة في كتاباته وتعاليمه لتوظيفها في حياتنا الحافلة بالمشكلات المعقدة
فاضل سود امباكي
