الدين و الترييةالرياضةالسياسةالصفحة الرئيسية

لِلمُنتَقى وَجَّهتُ في اندكار* ذِكرا به قَد كَبْكَبَ المكَّار للمنتقى وَجهتُ في اندكار* مَدْحًا به فارقني المكّار للمنتقى وجهت في اندكار* مادونه الشكور والأذكار #التحليل:

لِلمُنتَقى وَجَّهتُ في اندكار* ذِكرا به قَد كَبْكَبَ المكَّار
للمنتقى وَجهتُ في اندكار* مَدْحًا به فارقني المكّار
للمنتقى وجهت في اندكار* مادونه الشكور والأذكار
#التحليل:

فالشيخ – رضي الله عنه – يصور لنا الحال التي كان يعيشها في هذا البلد الذي جرّه إليه مُبغضوه وحاسدوه، وأكرهوه إكراها، ولكنه لاينازع ولايتوجه إليهم؛ فله وجهة ترضيه وتجلب له المسرة، وتسلّي عنه معاناته الجسدية، وتملؤ قلبه برضى عن التحسر على ما يلقاه من أيدي الظلمة.
وكان يُتوقع وهو في هذا الجو الحالك أن يوجه لأعدائه الخطاب، ويصف بطشهم على الناس وظلمهم إياه، ويدافع عن نفسه ويدفع ما اتهموه به، وعلى الأقل أن يسرد مقاساته ويشكو  ليلته تلك في الغرفة الضيّقة المظلمة الخبيثة وما أصابه فيها من آلام وتحمله من مكاره، ولكنه حاشاه، وإنما يوجه قلمه:
لِمَنْ كَفاني العِدَى والضُّرَّ في أبَدٍ* مُسْتَغْنيًا عن مُغازٍ مثل أجنادِ
ويقول:
للمنتقى وجهت في اندكار* ذكرا به قد كبكب المكار

وتقديم “للمنتقى” على الفعل يفيد التوكيد ولا يبعد عن القصر، فإليه وحده يتوجه لا إلى غيره؛ لأن ذكره بهجة للقلب ونور للفؤاد، يمحو عنه كل أذى وضر
للمنتقى قُدتُ أمْدَاحًا حَمَتْ قِبَلي* عن كل ضُرٍّ وأكْدَارٍ وجُحَّادِ
قُدتُ الثّنآ للذي تبدُو مَسَرَّتُهُ*به وفي المدحِ تَأمين بِإرشادِ
ولأنه أيضا:
يقودُ لِي المُنتَقَى من مالكي مِنَنًا* صلى عليه كما أبقَى بإخلادِ
ولأنك يامنتقى:
قَلْبِي وجِسْمي ورُوحِي فيك طَيِّبَةٌ* يا أفضل الخلق يا من قاد لي النِّحَلاَ
فكيف لا أتوجه إليك وأعرض عن غيرك؟! ، وإنني:
أثني على المنتقى والمدح كَرّمني* وخارقا قادَ لي من بعد مُعتاد
فهذا مما يفسر تقديم لفظة المنتقى في هذه الأبيات التي معنا.
وإذا كان لايتوجه إلى غير المنتقى، فإن ذلك يدل على عظمته وحبه له صلى الله عليه وسلم:
حُبّي إلهي وحُبِّي المُنتَقَى صرَفا* لغير ذاتي العَنَآ والذعر والنَّكَدَا
***
حُبِّي إلهي وحبي المنتقى سَنَدي* قد زَحْزَحَا كل ما يَنْحُو بِه سَأمُ
وقوله:” كبكب” ، معناه صَرَع وقَلَبَ معا، وهو غاية الذل والهوان،  و المكار هو الشيطان ومعه أعوانه، وخصه بالذكر؛ لأنه رئيسهم، يقول في قصيدة أخرى مخاطبا قومه في شأن المستعمرين:
وبعد فالمَجوسُ والنَّصارَى* صَارُوا لإِبْلِيسَ الْغَوِي أُسَارَى
****
وجَرَّهُمْ إبليسُ للعِصْيَانِ* ولِلتَّجَرّإ ولِلْخُسْرانِ
وغَرَّهم بكيْدِه حَتَّي طَغَوْا* فِي كُلِّ بُلْدانٍ جميعا وبَغَوْا

وإذا كان الخليفة الشيخ المنتقي – حفظه الله ورعاه _ يفتح اليوم في ذلك البلد الذي جرّه إليه أعوانُ الشيطان أكبرَ مَسجد وربما أجمله في غرب إفريقيا، فاعلم حقا بأن الله قد كبكب المكار والماكرين وصرعهم مذلولين مهانين، وأن الله قاد للشيخ – رضي الله عنه – بفضل توجّهه إليه وإلى حبيبه المنتقى عليه الصلاة والسلام  ” مادونه الشكور والأذكار
ولاحظ أن التنوين في” مدحا، وذكرا” يفيد التعظيم، و” ما”في مادونه يفيد التفخيم والتعظيم أيضا، وحينئذ ستعلم بأن الجزاء من جنس العمل، وأن الله لايضيع أجر من أحسن عملا.

دَوَامُ بِشْرٍ وأمْنٍ مع رِضَي بِمُنًى* عَليَّ مِمَّن محَا ماساءني كَأَوَدْ
***
دَرَى الوَرَى كوْنِيَ العبدَ الخديمَ بِهِ* وانقاد لي منه دُون الرَّيْبِ تنزيلُ
#سرين امباكي عبد الغفور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock