الدين و الترييةالسياسةالعمل والمستجدات

بيان صحفي من الخليفة العام للطريقة التيجانية في السنغال يدعو فيه إلى ضبط النفس والهدوء والحوار

أصدر الخليفة العام للطريقة التيجانية في تيواوون بيانا صحفيا دعا فيه السياسيين إلى ضبط النفس والهدوء وخلق جو مناسب للحوار وفيما يلي نص البيان :

بسم الله الرحمن الرحيم.

والصلاة والسلام على خير البشر، المختار الذي اختاره الله من بين البشر. وهو الحنون والرحيم تجاه الشرية جمعاء .
أرسله الله شاهدًا ومبشرًا، ولكن أيضًا نذيرا .

كما حثه على نبذ المصالح الحزبية ، وإحلال السلام وتشجيع الحوار والتسوية عندما تؤدي إلى الحفاظ على حياة الإنسان واستعادة السلم الأهلي. ويبرهن عن ذلك الموقف الذي اتخذه في الحديبية ، في طريق الحج، برفض السير إلى مكة والمكيين، خلافاً لنصيحة معظم أصحابه. وقد وصف القرآن هذه الهدنة بأنها “نصر باهظ”. (س48، الآية 27)

إن الوضع السياسي المتوتر للغاية في بلادنا والأحداث الأخيرة التي انتهت بمقتل ثلاثة من أبنائنا تمثل تحديًا لافتا ، ولضميري كمواطن ومسؤوليتي كزعيم لطائفة دينية.

أود أن أشارك عائلاتهم آلام ، و أقدم لهم تعازيّ الحزينة، كما أؤكد لهم صلواتي ودعواتي لهم بالرحمة والغفران .

وإننا لندعو الجميع إلى السلام وضبط النفس، وخاصة ،الجهات الفاعلة في الساحة السياسية، وأعضاء المجتمع المدني، وكذلك المواطنين ، إلى الحفاظ على ما نعتز به من الأمن والاستقرار : ويجب التعزيز على رغبتنا المشتركة في العيش معًا في سنغال مسالمة، والتصالح بين جميع أبنائه. .

وفي هذه المناسبة أوجه كلمة لرئيس الجمهورية، ماكي سال، و أدعوه إلى تشجيع التشاور والحوار الشامل والبناء مع جميع القوى الفاعلة في الأمة، من أجل التوصل إلى نتيجة سعيدة في أقرب وقت ممكن. وإذا لم يتم التغلب على التوترات ، فقد تغرق بلادنا في بحر من الندم والخراب.

كما أخاطب الطبقة السياسية بتنوع تياراتها ومواقفها، وأحثها على وضع السنغال فوق اعتباراتها الحزبية ومطالبها، مهما كانت مشروعة ، وقبول أي يد ممدودة من رئيس الجمهورية، مقدمة المصلحة الحصرية للشعب السنغالي والحفاظ على المناخ الاجتماعي من أجل المضي قدما نحو انتخابات سلمية وشاملة.

إن سلام بلادنا ومستقبلها مسؤولية الجميع.

ولهذا السبب أدعو أيضًا السلطات الدينية في السنغال، دون استثناء، إلى القيام دائمًا بدورها التاريخي في تقريب وجهات النظر والمصالحة بين القلوب والعقول .

أخيرًا، أدعو السكان، وخاصة الشباب، الذين أتفهم إحباطاتهم ومخاوفهم، إلى الحفاظ على الإيمان وضبط النفس ، فليس تدمير الممتلكات العامة والمواجهة مع قوات الدفاع والأمن هو الحل على الإطلاق. أنتم حجر الزاوية الذي يجب أن يبنى عليه مستقبل هذا الوطن. نرجو أن يُسمع صوتكم في التشاور والحوار. ويمكن أن ينهي ذلك عدم رضائكم .

ولذلك فإنني على ثقة أن الجميع سيستطيعون أن يستخلصوا من كلامي ما قد ينفعهم ويستفيدون منه، وإنني أتوجه إلى ربي وأمد إليه يديَّ طالبا منه أن يحفظ بلادنا من الشيطن ومن الانقسام والعداء.

والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته .

سيرين بابكر سي منصور خليفة الطائفة التيجانية

حرر في تيواوون يوم الاثنين 12 فبراير 2024

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock